الشائع

ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ اﻟﻘﻨﻴﻌﻲ

 شخصيات تاريخية 



ملياردير الجزائر الذي وقف كل ممتلكاته للفقراء في 1861 ..بموجب عقد رسمي .. قدرت ثروته حينها بمليون فرنك !...

ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ اﻟﻘﻨﻴﻌﻲ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺠﻮﺩ ﻭﺍﻟﻜﺮﻡ ﺑﺎﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻣﻔﺎﺧﺮﻫﺎ ﺍﻷﺳﺨﻴﺎﺀ ،ﺣﻞ ﺑﻘﺼﺒﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻟﻠﻤﻴﻼﺩ ﻭ ﻫﻮ ﺣﺪﺙ ﺻﻐﻴﺮ ﻗﺎﺩﻣﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﻗﻨﻴﻊ ﺇﺣﺪﻯ ﻗﺮﻯ ﺍﻷﻃﻠﺲ ﺍﻟﺒﻠﻴﺪﻱ ،ﺣﺬﻕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﻭﺍﻣﺘﻬﻦ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﻓﻲ ﺭﻳﻌﺎﻥ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﻧﺎﻓﺲ ﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﻘﺼﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺒﻮﺏ ﻭﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻭﺍﻟﺠﻠﻮﺩ ﻭﺍﻟﺪﺑﺎﻏﺔ ، ﻭﻗﺎﺭﺑﺖ ﺛﺮﻭﺓ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻥ ﻓﺮﻧﻚ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻋﻨﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ،ﺃﺩﺭﻙ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﺻﺪﻡ ﻛﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﻴﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﻴﻦ ﺑﺪﺧﻮﻝ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﺼﺤﻮﺑﺎ ﺑﺎﻟﺤﻤﻼﺕ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻗﺪﺓ ﻭﺍﻟﻌﺎﺑﺜﺔ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺙ ﻭﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ،ﻓﻘﺪ ﻻﺣﻆ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﺃﻳﺎﺩﻱ ﺍﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﺼﻠﻴﺒﻲ ﺗﻤﺘﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﻟﺘﺤﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻛﻨﺎﺋﺲ ﺃﻭ ﻣﺨﺎﺯﻥ ﻭﻣﻠﺤﻘﺎﺕ ﻟﺠﻴﻮﺵ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ، ﻛﻤﺎ ﻻﺣﻆ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺗﻔﺸﻲ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﻃﻨﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﻟﻸﺣﺒﺎﺱ ﻭﺍﻹﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﻳﻮﻋﻬﺎ ﻭﺗﺄﺛﺮ ﻟﺬﻟﻚ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻓﺮﺃﻯ ﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺮﻭﻕ ﻟﻪ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﻻﺗﻘﺮ ﻟﻪ ﻋﻴﻨﻪ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺳﺨﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎﻳﻤﻠﻚ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﻮﺯﻳﻦ ﻓﻘﺮﺭ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻝ ﻋﻠﻰ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻭﺃﻣﻼﻛﻪ ﻭﻓﺎﺟﺄ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺑﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻋﺎﻡ 1861 ﻡ ﻭﺃﺷﻬﺪﻫﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﺣﺒﺲ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎﻳﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻻﺕ ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻭﺍﻷﻭﺍﻧﻲ ﻭﻛﻞ ﻣﺎﺳﻴﻤﻠﻜﻪ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﻣﻜﻔﻮﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﻌﻮﺯﻳﻬﺎ ﻭﻃﻠﺒﺔ ﺍﻟﻘﺮآن ﺑﺴﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻭﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺒﻠﻴﺪﺓ، ﻭﺳﺪﺍ ﻟﻜﻞ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﻗﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﺄﻣﻼﻛﻪ ﺍﻟﻤﺤﺒﺴﺔ ﺃﻭﺻﺮﻓﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺒﺴﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﺎ ،ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻘﻨﻴﻌﻲ ﺃﺣﺒﺎﺳﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﻘﺪ ﺍﻟﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭ ﻋﺎﻡ 1866 ﻡ ﻭﺃﻭﻛﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﺣﺒﺎﺱ ﻭﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﻤﻔﺘﻲ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﻴﻴﻦ ﻭﺃﻭﺻﻰ ﺑﺄﻥ ﻻﺃﺣﺪ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﻓﻲ ﺃﺣﺒﺎﺳﻪ ﺳﻮﻯ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﻦ

ﺗﻮﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺍﻟﻘﻨﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﻔﻲ ﻋﺎﻡ 1868 ﻡ ﺑﺎﻟﺒﻠﻴﺪﺓ ﻭﺩﻓﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺳﻴﺪﻱ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺗﻨﻔﻴﺬﺍ ﻟﻮﺻﻴﺘﻪ ،ﻭﻗﺪﺭﺕ ﺃﺣﺒﺎﺳﻪ ﻳﻮﻡ ﻣﻤﺎﺗﻪ ﻣﺎﻗﻴﻤﺘﻪ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﻓﺮﻧﻚ ﻓﺮﻧﺴﻲ ، ﻭﻗﺪ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﺑﻴﻦ ﻋﻘﺎﺭ ﻭ ﻣﻨﻘﻮﻝ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺑﺮﺯ ﻣﺎﻭﺟﺪ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺒﺎﺱ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺔ ﺑﻨﺎﺣﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﺴﺠﺪ ﻛﺘﺸﺎﻭﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬ ﺇﺳﻤﻪ ﻓﻴﻤﺎﺑﻌﺪ .

ﺷﺪﺕ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ﺇﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮﻳﻴﻦ ﻭﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻭﻧﺎﻟﺖ ﻣﻦ ﺇﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻬﻢ ﺭﻏﻢ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻭﺟﻬﺘﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ، ﻓﻘﺪ ﺧﺼﺼﺖ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﺎﻡ 1900 ﻡ ﻓﺼﻼ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﻣﺆﺳﺴﻬﺎ ، ﻛﻤﺎ ﺗﻄﺮﻗﺖ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﺔ ﺻﺪﻯ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺧﻼﻝ ﺃﻋﻮﺍﻡ 1936 ــــ 1937 ــ 1938 ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﻨﻴﻌﻲ ﻭﺃﺷﺎﺩﺕ ﺑﺨﺼﺎﻟﻪ ﻭﺃﻋﺘﺒﺮﺗﻪ ﺭﻣﺰﺍ ﻟﻠﻤﺴﺎﻫﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺠﺰﺍﺋﺮ

ﻭﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻹﺣﻴﺎﺀ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻘﻨﺎﻋﻲ ﻭﺭﺩ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻬﺎ ﺑﺈﺭﺟﺎﻋﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﺑﻌﻬﺎ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻋﻘﻮﺩ ﺍﻟﻮﻗﻒ ، ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺨﻴﺮﻱ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺑﺼﻔﺔ ﺳﺮﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺗﺎﻣﺰﺍﻟﺖ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 23 ﻣﺎﺭﺱ 1945 ﻭﻗﺮﺭ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ ‏( ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ ‏) ﺃﻭ ‏( ﺩﺍﺭ ﺍﻷﺣﺒﺎﺱ ‏) ﺗﻨﻔﻴﺬﺍ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻘﻨﻴﻌﻲ ﻣﻊ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻮﻗﻔﻲ ﻷﻣﻼﻙ ﺍﻟﻤﺤﺒﺲ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ ﺍﻹﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﺳﺎﺭﻋﺖ ﺇﻟﻰ ﺇﺟﻬﺎﺽ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻬﺪﻫﺎ ﻓﻮﺭ ﺑﻠﻮﻏﻬﺎ ﺍﻟﺨﺒﺮ ، ﻭﺳﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﻋﺮﻗﻠﺔ ﺗﻜﺮﻳﺴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﺳﺘﻘﻼﻝ

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال